القولون مرض العصر

أمراض
القولون بدأت تزداد في الآونة الأخيرة في العالم العربي، خصوصا هنا في
الخليج، وبلا شك ان طريقة ممارسة الحياة اليومية ونوعية الأكل لهما علاقة
بأمراض القولون.
فقلة الحركة وسبل الراحة الدائمة وندرة النشاط الرياضي
تشكل عاملا اساسيا من عوامل حدوث الامراض في الجهاز الهضمي، حيث أثبتت
الدراسات ان ممارسة الرياضة اليومية تخفف نسبة الاصابة بأمراض القولون.
كما
أكدت الدراسات ان أكل البقوليات والألياف له تأثير ايجابي، بحيث انها تقلل
الاصابة من أمراض القولون. وهذا ما لا يلتفت اليه الكثيرون اليوم حيث
اصبحت الوجبات الجاهزة هي المهيمنة على حياة الناس ومنتشرة على موائدهم مما
يفقدهم فرصة اختيار الطعام الصحي.
الحالة النفسية
• وماذا عن الضغوطات النفسية وصلتها بمعاناة القولون؟
- هناك نوع من الأمراض يسمى بالقولون العصبي، هذا النوع يحدد بعد عمل جميع الفحوصات واستبعاد أي مرض عضوي.
ومريض
القولون العصبي يعاني من انتفاخات في البطن وعسر هضم وتغيرات في كيفية
الخروج بشكل خاص وخروج المخاط والاحساس بعدم الخروج الكامل.
وهذا المرض
يتعلق كلية بالحالة النفسية للمريض، حيث إنه يتحسن جذريا بتحسن حالته
النفسية، وأيضا تعمل الأدوية التي تستخدم لعلاج هذا النوع على تنظيم
الاضطرابات العصبية للقولون في الغالب مع تنظيم عملية الخروج. وأنصح هنا
بالابتعاد عن المنبهات لأن ذلك يساعد كثيرا فى نجاح العلاج.
أمراض القولون أنواع
• ما أنواع أمراض القولون؟
-
أمراض القولون تنقسم الى عدة أقسام، وللتبسيط سوف نقسمها على أنها أمراض
وراثية وغير وراثية. وغير الوراثية تنقسم الى قسمين سرطاني وغير سرطاني.
• أيا من هذه الحالات يمكن شفاؤه بالعلاج الدوائي، وأيا منها يتطلب جراحة؟
-
طبعا هناك علاج دوائي وجراحي، فالأمراض السرطانية تحتاج الى تدخل جراحي
على الأغلب ومن ثم العلاج الكيماوي اذا احتاج الأمر، وطبعا هناك تفاصيل
دقيقة لهذه العمليات وأنواع كثيرة لاستئصال القولون. أما الأمراض غير
السرطانية أو الوراثية فقد تعالج بالأدوية أولا.
لكن الأمراض ذات
الالتهابات الحادة، وفي حال فشل العلاج الدوائي، فالجراحة تكون هي العلاج
الامثل أو الوحيد، وخصوصا اذا ظهرت أعراض جراحية للمرض، فقد نحتاج الى
التدخل الجراحي منذ البداية قبل البدء بالعلاج الدوائي.
• ماذا تقصد بظهور أعراض جراحية للمرض؟
-
الأعراض الجراحية تتكون من ظهور آلام شديدة في البطن مع سوء الحالة الصحية
للمريض، وقد يكون هناك هبوط في الدورة الدموية وحرارة شديدة وصعوبة في
وظائف الجهاز الهضمي. وأيضا في حال وجود خراج في البطن نتيجة انفجار
القولون أو نزيف شديد فيه فيكون التدخل الجراحي حتميا.
مستقيم بديل
•
في حال اللجوء إلى الحل الجراحي، ما البدائل وهل يستطيع المريض ان يعود
إلى حياته الطبيعية من حيث ممارسته للعمل ولمزاولة حياته اليومية؟
-
التدخل الجراحي يكون على حسب حالة المريض وعلى حسب المرض. على سبيل المثال
يكون استئصال القولون لمرض السرطان على حسب الموقع، وأيضا بعض الأمراض
الوراثية تحتاج الى استئصال القولون مع المستقيم مع عمل مستقيم بديل. وفي
معظم الحالات يمارس المريض حياته اليومية من دون عواقب.
• هل لنا ان نعرف كيف يتم تصنيع المستقيم البديل؟
-
يصنع المستقيم الصناعي بعد ازالة القولون والمستقيم معا، ففي هذه الحالة
نصنع المستقيم الصناعي بطريقة معينة من الأمعاء الدقيقة. والوظائف التي
يقوم بها مشابهة أكثر للمستقيم الطبيعي.
• لو كانت المريضة امرأة هل يؤثر العمل الجراحي على مسألة الحمل والإنجاب؟
-
العمل الجراحي للنساء يعتمد على نوع العملية والجزء الذي ستجرى له العملية
وهل هذه العملية ستتم بالمنظار او الفتح. خصوصا بالنسبة للنساء تكون
العواقب متصلة بعملية الالتصاقات التي تحدث في البطن بعد العملية الجراحية.
ومع
التطور الحالي وعمل العمليات بالمناظير فنسبة تأثر الحمل والانجاب لدى
المرأة تكون بسيطة، بما معناه أن العواقب والمخاطر بشأن الحمل والانجاب شبه
معدومة. لكن اذا كان المرض القولوني مشتملا على الأعضاء التناسلية، ألا
وهي الرحم والمبيض، فحتما سيكون هناك تأثير وخطورة على الحمل والانجاب.
عوارض أقل
• جراحة القولون بواسطة المنظار هل هي متاحة في الكويت، وأيهما أفضل هي أم الجراحة التقليدية؟
-
نعم في استطاعتنا عمل جراحة القولون والمستقيم عن طريق المنظار، وأثبتت
الدراسات العملية انه لا فرق بين العمل الجراحي للقولون والمستقيم سواء عن
طريق المنظار أو الفتح، وهذا بخصوص الامراض السرطانية.
كما بينت بعض
الدراسات ان هناك أفضلية من الناحية الطبية وحتى المادية عند اجراء العملية
بالمنظار، حيث إن المريض سيواجه أقل نسبة من العوارض الجانبية المصاحبة
للعملية وأقل نسبة من المكوث في المستشفى بعد العملية. وأيضا بخصوص المرأة
فان تأثر الحمل عندها باجراء العملية بالمنظار يقل.

أعمار المرضى
• في أي سن تبدأ مخاطر الإصابة بالقولون؟ أم أنه من الممكن أن يباغت الإنسان في أي سن حتى لو كان صغيراً؟
-
أمراض القولون قد تحدث للجميع، الصغار منهم والكبار، مع ان حدوثها عند
الأطفال ليس كثيرا، وهو يعتمد على نوع المرض حيث إن الأمراض التي تصيب
الأشخاص الصغار في السن غالبا ما تكون وراثية. فالأمراض السرطانية مثلا قد
تبدأ بسن مبكرة جدا وتستمر مع الشخص على حسب المرض. فعلى سبيل المثال:
Hnpcc
يبدأ مبكرا بسن الـ-12 15 وما فوق وهو مرض يشتمل على ظهور لحميات كثيرة في
الجهاز الهضمي، وهي عرضة للتحول لمرض سرطان القولون، وقس على ذلك أمراض
وراثية أخرى لا مجال لحصرها.
• من خلال دراستك في الولايات المتحدة
الأميركية وانكلترا، هل وجدت فرقاً في طريقة العلاج ونوع الادوية..أي لو أن
شخصاً اراد السفر للعلاج في الخارج من أمراض القولون، هل سيجد حلاً قد لا
يتوافر هنا؟
- هنا في الكويت والحمد لله قد أنعم الله علينا بتطور
العلاج، فمن ناحية الأدوية ليس هناك فرق يذكر، وأما من ناحية العلاج بأكمله
فيوجد في الكويت أطباء أكفاء وحاصلين على درجة عالية من التخصصات الطبية
المتقدمة والنادرة، وهم على قدرة عالية لعمل كثير من العمليات الصعبة، وان
شاء الله نطمح الى الأفضل طبعا، وكلنا أمل بتحسن الخدمات المصاحبة للجهاز
الطبي لنظفر بأعلى مستويات العلاج لتكون مرادفة لما هو يطبق في الدول
المتطورة.

درهم وقاية خير من قنطار علاج

• كيف يمكن الوقاية من أمراض القولون قبل وقوعها؟
- يمكن للانسان ان يحول دون الاصابة بأمراض القولون، او تقليل فرص الاصابة بهذا المرض باتباعه بعض التعليمات التالية:
أولا: الحرص على عمل تمارين رياضية لمدة عشرين دقيقة ثلاث مرات في الاسبوع.
ثانيا: المحافظة على الوزن الطبيعي للجسم.
ثالثا: المداومة على تناول الوجبات الغنية بالألياف، على سبيل المثال الخبز والرز الأسمر والشوفان وتناول الفواكة والخضروات.
رابعا: التقليل من تناول الوجبات المشبعة بالدهون الثلاثية ألا وهي الوجبات السريعة، أو الامتناع عنها.
خامسا: اجراء الفحوصات الوقائية.
مع زيارة الطبيب فورا في حال حدوث أي أعراض غير طبيعية بوظائف الجهاز الهضمي والقولون.
• وما الفحوصات الوقائية التي يمكن اجراؤها للتقليل من الاصابة بأمراض القولون؟
-
أولا الفحص الاكلينيكي الدوري للمستقيم، خصوصا للأعمار التي تزيد عن
الخمسين سنة، ثم الفحص الدوري للبراز، وفحص المناظير للقولون والمستقيم،
وحديثا الأشعة المقطعية ثلاثية الأبعاد، وفحص الـ «د.ن.أ» للبراز،